ايماءات لغة الجسد | Body Language
من أجمل الأبحاث المتعلقة في علم لغة الجسد والذي اعده طالب بخصوص تخرجه من الجامعة وكان عنوان البحث لغة الجسد والعلاقات العامة حيث يتناول البحث النصوص والصور والتوضيحات.
الفصل الاول من بحث ايماءات جسدية
شاهد القرن العشرين إنقلابين هائلين في المادة و النفس, قاد العلماء لمعرفة ان المادة أمواج كهربائية, مما جعلهم يقرون بحقيقة إكتشاف القوى الذرية و إكتشاف القوى النفسية, التي اثار جزءا منها العالم"فرويد" بإطلاق نظرية العقل الباطن "القوى الا شعورية" التي تنبعث من أعماق الا وعي, فبين ان أغلب أعمال الإنسان مسيرة بعوامل منبعثة من عقله الباطن الذي لا يشعر به.
قرر البرفسور"دنكان" أستاذ الطبيعة في جامعة نيويورك ان الامواج تنطلق بلا إنقطاع من كل مادة في الوجود, فتصطدم بما حولها من مواد, وتؤثر فيها بإختلاف حالة الإنسان.
فبدأ العلماء يتعرفون على الجسم الأثيري للإنسان وخاصة الهالة التي صورت بجهاز كيرليان, والهالة,عبارة عن إشعاعات تصدر من جسم الإنسان بألوان مختلفة وابعاد حسب الإنفعالات الصادرة من الجسد, فتتداخل مع المحيط الخارجي وهالات الأخرين من هذا المنطلق أثار علم النفس المتخصص بالعقل الباطن,الى نوعية من انواع الإتصالات غير المكتوبة أو الملفوظة الا وهي لغة الجسد أو اللغة المساعدة.
هذا الإتصال عرف بأنه (إستجابات إنسانية غير لفظية تشمل أي رسالة ترسل أو تستقبل عن الكلمة المكتوبة او المقرؤة, ومنها صور حركات الجسد ,اليدين,الرأس,العينين, وتعابير الوجه,الملامح الجسمانية,البيئة, الجسم,الوزن) ففي حالة التعبير عن عاطفة الحزن نقبض عضلات الوجه, وفي حالة الغضب فإن الشفتان تهتزان و كذلك الأسنان, وتحمر الوجنتان.
إن الدافعية للسلوك مرتبطة بحالة الكائن الداخلية والعاطفية وقت حدوث السلوك من جهة ومثيرات البيئة من جهة اخرى, والسلوك يتمحور الى طريق ذا إتجاهين, فكل فرد في موقفه هو مرسل و مستقبل للمعلومات والأفكار معتمدا على طرق للإتصال, ومن هذه الطرق مايلي:
- ايماءات الإتصالات المكتوبة
- ايماءات الإتصالات الشفهية
- ايماءات الإتصالات غير الشفهية
مرجع د.محمد كشاش:لغة العيون,المكتبة العصرية للنشر
مرجع د.فؤاد سالم:المفاهيم الإدارية,مركز الكتب الإردني
ان عنصر الإتصال بأشكاله وطرقه يمثل أساس التفاعل الإنساني والتقدم حتى ان تعريف اللغة ومفهموها, يتضمن كل نشاط يدل على المعاني وما الكلام إلا شكل من أشكال اللغة.
بما أن العلاقات العامة هي نشاط إداري يقوم على تقييم مواقف الجمهور, وتحليل سلوكه كما ذكر مارستون, وهي المغناطيس الذي يجلب المعادن المناسبة ناحيته, بلغت الأنظار للإهتمام بصقل هذه الشخصية الموجودة ضمن هذا الميدان, وتقوية نوعية هذا الشريان في الجهاز العصبي الفندقي, وذلك لإمتلاك المرونة, وإنفتاح الذهنية وإيجابية المظهر و التعامل, فالمؤسسة الفندقية هي مجال للحاجة الإنسانية قبل المادية.
أشارت إحدى الدراسات أن حوالي 80% من المدراء, ذكروا أن صعوبة الإتصال هي إحدى المشاكل الرئيسية التي تواجههم في العمل.
من أسباب معوقات الإتصال عدم القدرة على فهم الطرف الأخر خلال عملية الإتصال, لأن الإستفادة من ردود الفعل العكسية,هي الخيوط الدقيقة في حل كثير من الإعتبارات السلوكية, و من هنا يبدأ البحث في كيفية تحسين أداء قطاع العلاقات العامة في المجال الفندقي من خلال المعرفة بلغة الجسد.
مرجع د.فؤاد الشيخ سالم: المفاهيم الإدارية ,مركز الكتب الأردني
مرجع حسين حريم" أساسيات الإدارة", دار الجبل للنشر والطباعة
وأخيرا اقدم هذا البحث المتواضع الذي حاولت إتباع المنهج العلمي في البحث في جمع الأدلة و تفسيرها عن طريق إيجاد الحالة ومعالجتها وكان للمنهج التاريخي والنفسي دورا ظاهرا في البحث كدعامة لبناء هذا البحث الذي قسم الى أربع فصول حيث ان الفصل الأول بحث بجمع نماذج وظواهر كلامية وحجج , تلقي الضوء على وجود لغة الجسد قديما وحديثا, ثم جاء الفصل الثاني موضحا بعض أغراض البحث التي تزيد من إدراك رجل العلاقات العامة و الفرد في المجتمع
الفصل الثالث جاء بمثابة الكاميرا اللاقطة لأنواع لغة الجسد ومن ثم جاء الفصل الرابع لأيضاح بعض ميادين لغة الجسد التي لا تنحصر.
لقد تم وضع الصور في هذا البحث لأن الإدراك البصري يساعد القاريء على حفظ المعطيات لهذا البحث, مع الإنتباه الى ان هذه الصور مستقاه من مراجع البحث وخاصة من كتابي سمير شيخاني "تعرف الى شخصيتك" "لغة الجسد"
مشكلة البحث - [ايماءات ولغات جسد الانسان]
إن الإنسان كائن إجتماعي , يعيش ضمن أفراد ومجموعات منذ أن وجد على وجه الأرض , يتجاذب مع مجموعته تأكيدا لذاته وتحقيقا لنوعه , إذن هو بحاجة للإتصال مع نفسه و مع أدواته ومحيطه وكلها جسور تبنى للمضي في ركب الحضارة, فتبدأ أهمية الأتصال تأخذ أبعادها مع الأخرين, اي بتنوع الأشخاص المقابلين مما يعني تنوع العلاقات والإتصالات وخاصة في المركز المهني
إن مسؤول العلاقات العامة في المنشأة الفندقية, عنصر للإتصال وجسر للمنشأة نفسها, فمن هنا ننطلق لتحديد مشكلة البحث" كيف يربط مسؤول العلاقات العامة في المنشأة الفندقية ولغة الإتصال غير اللفظي مع نفسه ومع الأخرين في مركزه المهني" ؟على أساس مسلمة علمية أن الإنسان روح وجسد , تفاعل دائم يقودنا الى إكتشاف المعرفة بخصائص الترابط بين الروح والجسد الممثلة بالإتصال غير اللفظي.
لعلنا نحقق تطبيق من هذه المعرفة في المنشأة الفندقية في قسم العلاقات العامة على وجه الخصوص و الأقسام الأخرى على وجه العموم إذ لاحظنا انه يمكن تعميمها, وتحقيقا لذلك يحاول البحث الإجابة على الأسئلة التالية:
أولا: هل حركات أجسامنا بمنأى عن أفكارنا واهدافنا ؟
ثانيا: هل يمكن لهذه المهارة في الإتصال غير اللفظي أن تحسن من الهدف المهني عند مسؤول العلاقات العامة وهدف المنشأة الفندقية؟
ثالثا: كيف يمكن تحسين هذا الإدراك الحركي_الحسي في داخل مسؤول العلاقات العامة وتطويره؟
رابعا: هل المنشأة الفندقية وخاصة قسم العلاقات العامة يستفيد من أبعاد هذه المهارة في تطوير وإستثمار السياحة والهدف من وجود المنشأة ؟
هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات, تنفتح معنا من خلال هذا البحث المتواضع
إن الشعور بقلة الإهتمام في لغة الإتصال غير اللفظي في مجال العلاقات العامة في المنشأة الفندقية, وكذلك عدم وجود برامج تدريبية لإعدادها, وتقصير الفرد المسؤول في العلاقات العامة في فهم هذه اللغة سيؤول إلى صعوبة الإتصال وعدم فهم الأخرين بالطريقة الصحيحة.
إن إيجاد أي نظام يعني لمسؤول العلاقات العامة الإهتمام بمدخلات جديدة يجري عليها أنشطة ومنها لغة الإتصال غير اللفظي فتنتج مخرجات جديدة تهدف إلى نظام تطويري وإستثماري.
فرضيات البحث | "ايماءات الاجساد والعيون"
تتلخص مشكلة البحث بأربعة أسئلة إنبثق عنها أربع فرضيات وقد صيغت هذه الفرضيات بالشكل التالي
أولا: هل توجد فروق إحصائية بين تنمية هذا الإتصال غير اللفظي عند مسؤول العلاقات العامة في المنشأة الفندقية؟ وتنمية الإدراك الحسي في هذا الإتصال؟
ثانيا: هل توجد فروق إحصائية بين إستعمال هذا الإتصال غير اللفظي من جانب مسؤول العلاقات العامة وبين الأفراد المقابلين له؟
ثالثا: هل توجد فروق إحصائية بين الإهتمام بالإتصال اللفظي والإتصال غير اللفظي ؟
رابعا: هل توجد فروق إحصائية بين معرفة هذا النوع من الإتصال غير اللفظي وبين الإحتياجات الإنسانية؟
أهداف البحث
يرنو الباحث إلى تحقيق الأهداف التالية
أولا: التعرف على المهام التي يقوم بها مسؤول العلاقات العامة من ايماءات وحركات
ثانيا: التعرف على حاجة الإتصال غير اللفظي في العلاقات العامة من ايماءات وحركات
ثالثا: التعرف على وجهات النظر العلمية في الإتصال غير اللفظي من ايماءات وغيرها
رابعا: التعرف على وجهات النظر الشخصية في الإتصال غير اللفظي
خامسا: التعرف على أهمية هذا النوع من الإتصال وكيفية إدراكه من خلال ايماءات محددة
سادسا: التوصل إلى وضع تصوري جديد يثري النفس بهذه المهارة وينميها في المنشأة الفندقية في قسم العلاقات العامة ويعمل على زيادة أساليب الخبرة في هذا القسم
تعريفات مصطلحات البحث | ايماءات وغيرها من الكلمات
لغة الجسد: هي حركات وإيمائات تصدر من أعضاء الجسد من عيون وأكتاف وحركات الأيدي والأرجل وتقوم بوظيفة التعبير وتسمى لغة الإتصال غير اللفظي
العلاقات العامة: نشاط إداري يقوم على تقييم مواقف الجمهور وتحليل سلوكهم
الإدراك: دوافع شعورية واللاشعورية فالشعورية يدركها الإنسان ويدرك وجودها بعكس الدوافع اللا شعورية التي لا يدركها مثل مسببات السلوك الغير إرادية
المعرفة: خبرة حسية إدراكية تبدأ من الملاحظة وتنتهي بالحقيقة
الإنفعال: جانب من الشخصية يكون بتحريك السلوك وتوجيه على نحو ما
ايماءات: هي الإشارات التي تصدر من الجسد ف ايماءات الشخص هي الحركات ايضا.
منهج البحث
إتبع الباحث المنهج التاريخي والوصفي , فإعتمد على تحديد المشكلة والتحقق منها, وصياغة أسئلتها وفرضياتها, ومحاولة إيجاد حلول لها وإجراء مقارنة وذلك بإتباع مايلي
أولا: الجانب الوصفي للواقع الحالي فوصف الإهتمام بهذه اللغة غير اللفظية في كافة المجالات وخاصة المجال في المنشأة الفندقية.
ثانيا: الجانب التاريخي الذي إعتمد الباحث فيه على تتبع ما جاء في الكتابات الأدبية والأعمال الفنية.
ثالثا: الجانب الميداني من خلال الدراسات الميدانية التي قام بها الباحث حول إرتباط هذه اللغة مع مسؤول العلاقات العامة في المنشاة الفندقية.
"ملاحظة"
حاول الباحث في هذا الباب تقديم خطة البحث وذلك بإستعراض تاريخي للإتصال غير اللفظي (ايماءات لغة الجسد), وإستعراض قسم العلاقات العامة بعرض معلومات يسهل تفسيرها وتحليلها وإستخلاص النتائج منها
الباب الثاني الإطار النظري
الفصل الأول
ايماءات لغة الجسد حقيقة أم خداع
الفصل الثاني
أغراض وأهداف ايماءات لغة الجسد
الفصل الثالث
أنواع ايماءات لغة الجسد
الفصل الرابع
ميادين لغة الجسد
الفصل الأول ايماءات لغة الجسد حقيقة ام خداع؟
إن طريقة جلوسنا أوإيماءاتنا وحركاتنا في معظمها نتيجة ظاهرة لاشعورية, يستجيب لها الأخرون, فإذا كانت الكلمات التي نتلفظ بها مطابقة للغتنا الجسدية نشعر بالراحة, أما عند فقد الإنسجام للغة الجسد فإن همتنا تجمد وتقطع روابط الإتصال. فقد قال حكيم"أما تنظر في عيني عنوان الذي أبدي"
إن تراثنا العربي والإسلامي زاخر بدلائل شعرية ونثرية, تجعل المرء يسأل نفسه, هل حقا لغة الجسد حقيقة قديمة أم جديدة ؟ أم هي ظاهرة وقتية ؟
أشار القرأن الكريم إلى شهود عيان متصلين بالإنسان, مقريين بحقيقة موقفه وسلوكه وإن إتخذ ستارا ما, قال الله تعالى في محكم كتابه " وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم وأبصاركم"
في حديث عن إبن مسعود رضي الله عنه, دلالة على لغة الجسد والعيون أثناء المحادثة فقد قال "حدث القوم ما حدجوك بأبصارهم", أي ما داموا نشيطين لسماع حديثك مقبلين عليه وأما إذا رأيتهم يغضون أو ينظرون يمينا وشمالا فدعهم من حديثك فإنهم ملوه.
ومن العلوم الطبيعية التي إهتم بها المسلمون, عِلم تٌعرف به أخلاق الناس, من خلال النظر إلى أحوالهم الظاهرة كالألوان والأشكال والأعضاء, وهوالإستدلال بالخلق الظاهر على الخلق الباطن وسموه "علم الفراسة" حتى أنهم قسموا إشارات العين إلى عدة أقسام منها "اللحظ,الطرف,الحدج".
من فراسة العيون قال شاعر عراقي
فالعين تنطق والافواه صامتة حتى نرى من صميمِ القلب تِبيانا
وقدم ألن بير في مؤلفه "لغة الجسد" عندما تنظرعين لعين شخص أخر, ينشأ أساس حقيقي للإتصال خاتما فصله بمعاني
النظرة المؤكدة أن 87% من المعاني تأتي عن طريق العينين وأن 9% عن طريق الأُذنين و 4% عن طريق سائر الحواس
مراجع
(1) محمد كشاش: لغة العيون, المكتبة العصرية للنشر والطباعة.
(2)الحدج, هو التثبت والإهتمام بالمنظور إليه.
(3)محمد كشاش: لغة العيون, المكتبة العصرية للنشر والطباعة.
(4)محمد كشاش: لغة العيون, المكتبة العصرية للنثر والطباعة.
(5)ألين بير: لغة الجسد.
إن المعلومات السابقة ترشدنا إلى خصائص الجسد الحسية,الحركية التي تكون لغة تعبيرية,لاشفوية, تستخدم بها التعابير الحسية والفسيولوجية والرمزية وحتى الصمت.
(1)
روي أن الكولونيل مولري جمع بين رجل أصم أبكم وطائفة من الهنود الحمرالمتكلمين بلغة الإشارة, فأخذ الأصم الأبكم يقص عليهم قصة طويلة تتعلق بحادثة سرقة بلغة الإشارات, وعقب على هذه القصة بتعليقات من عنده, فلم يَفتهٌم فهم أي حركة من حركاته لإتحادهم في رمزية الإشارات مما يعني أن لغة الرمز قد حلت محل الصوت.
(2)
وقام الباحث البرت مهرابيان في إحصائية تبين الدقة في توصيل المعلومات الجسدية, فذكر أنه لتوصيل رسالة ما يحتاج المرء إلى أصوات تتقاسم فيما بينها إلى النِسب الأتية:
7% شفهي(كلمات فقط) 38% صوتي يشمل نبرة الصوت وتغيرها
55% أسلوب غير شفوي يشمل الحركات والإشارات.
إن ذلك البحث ليس إلا توحيد الهدف نحو تناغم اللغات مع بعضها البعض وذلك لإرساء سفينة الأخلاق التي شراعها المصداقية والأمانة عند رجل العلاقات العامة وغيره.
مراجع
(1) محمد كشاش:لغة العيون, المكتبة العصرية للطباعة والنشر.
(2) سمير شيخاني: لغة الجسد, دار الجبل, بيروت.
إن إزدواجية موظف العلاقات العامة في تعاملاته تعني التقصير في قانون السياحة (1)" نظام هيئة تنشيط السياحة لسنة 1997" الذي جاء به من المادة الرابعة" المشاركة في تدريب وتأهيل القوى العاملة في القطاع السياحي", فمن منطلق هذا التشريع تٌحدد مرونة التعلم لمستجدات العصر, ومنها اللغة المساعدة, لغة الجسد والقدرة على التكيف الإجتماعي
(2)
قال الشاعر:
لا تقولي لا فمكتوب على وجهك المشرق نورا
والمقصود بنورا"نعم"
ومن رجال الأعمال الملياردير أوناسيس, الذي كان يستخدم نظارته السوداء عندما كان يقوم بمفاوضات تجارية لئلا تفضحه عيناه
إهتم الصينيون القدامى من تجار المجوهرات بهذا العلم, فتمدد إنساني العين عند الشارين وملاحظتها عند التعارض على الأسعار
(1) د.نزيه الدباس:القوانين والتشريعات السياحية,الحامد للنشر
(2) محمد كشاش: لغة العيون,المكتبة العصرية للنشر والطباعة
الفصل الثاني
أغراض وأهداف ايماءات لغة الجسد
إن كل فرد هو ذات مزيدة متميزة, كالكلمة المفردة لها معنى خاص يتغير هذا المعنى حسب الجملة التي إحتوت هذه الكلمة, فالإتصال بلغة الجسد هو جٌمل تنطق بمعاني البيئة ومتطلبات النفس, وما موظف العلاقات العامة إلا كنحوي يعمل على معرفة مواقع الكلام ويتقن الإعراب, فمركزه المهني منبع علاقات الشد والجزر علاقات الإنفتاح والتعارف, بل هو خدمة تعتمد في تقديمها على الإنسان بدرجة كبيرة
(1)
أظهرت التجارب أن الرأي والنصيحة الشخصية التي يسديها الأعضاء لبعضهم في جماعات اللقاء المباشر, هي ذات تأثير عظيم وفعالية كبيرة تفوق التأثيرات التي يحققها إعلان ما أو اللقاءات غير المباشرة
إن من أغراض وأهداف ايماءات لغة الجسد مايلي:
1. مساعدة الإدراك, فالأدراك عملية فهم البيئة المحيطة بالإنسان وملاحظة الفرد لشيء أو علاقة من خلال حواسه الخمسة فإدراك الإنسان للمحسوس أسبق من إدراكه الفكري العقلي, فإننا نلاحظ أن الحكم يخاطب اللاعبين بإشارات وبطاقات ملونة وأيضا العلامات الإشارية في السيارة تخاطب أجناسا بشرية, وعلامة هز الرأس تعبيرعن الموافقة وهي إشارة عالمية
(1) محمد المؤذن: مباديء التسويق, دار الثقافة للنشر
تدل الوقائع أن قبائل الهنود الحمر في أمريكا وبعض القبائل في أٌستراليا, إخترعت لها لغة إشارية تتفاهم بها بسبب إختلافهم في الألسن.
(1)
وقام العالم سندرام ويبستر, في بحث ظاهرة لغة الجسد, فوجدَ أن التلميحات غير اللفظية لها تأثير واضح ومدرك ومنها:
(1) تحسين الإدراك الحسي للزبون, والتودد كالإبتسامة الحقيقية والإتصال العيني المستمرمن قبل مقدم الخدمة ونبرة الصوت الملائمة.
(2) تحسين الثقة والعاطفة من خلال هز الرأس واللمس
(3) تحسين مصداقية مقدم الخدمة من خلال التواصل النظري المستمر
(4) تحسين الكفاءة والتقارب, ومنها الجاذبية لمقدم الخدمة وكفاءة الألوان
2. خلق المناخ الملائم: فلغة الجسد تخلق مناخ نفسي وصحي حتى أن مراقبة الحيوانات الأليفة تخفض من مخاطر النوبات القلبية
3. إبرام العقود والمواعيد ونجاح المفاوضات, فلغة الجسد تجعلنا ندرس الموقف على الطبيعة قبل عقد أي صفقة , وهي مرحلة تمهيدية لتحديد الأنسب
(1) سمير شيخاني, لغة الجسد, دار الجبل,بيروت
4. تغيير الإدراك الكتماني عند الطرف المقابل, ومساعدته على الثقة والإنفتاح والشعور بالأمان, ومنها الإيماءاة لليد المفتوحة, مع الإهتمام بنهاية اللقاء لأن أكثر الناس يميلون إلى تذكر اللحظة الأخيرة
إذن هذه الأهداف تخلق للمؤسسة الفندقية وأقسامها وخاصة العلاقات العامة الجو الأسري, الذي يبعث الشعوربالحماية والصدق ويميزها بالهدف الإنساني قبل التجاري, لأن توليد الثقة هو من أكبر محركات الرغبة عند الأخرين, فالرغبة هي وقود الحاجة لأي فرد
إنه عندما تشاهد موظف يتحدث بصوت مناسب عالي إلى درجة ما مع تمرس في اللغة دون تردد أو إنقطاع ينساق إنتباهنا له
(1)
في علم الإحصاء لوحظ أن العين يسهل عليها تفسير الخط البياني لأن صفاته الإتصال بين النقاط بخطوط مستقيمة بعكس الأعمدة البيانية التي تبدو متقطعة أو منفصلة.
(1) د.عايش زيتون:أساسيات الإحصاء, دار عمار للنشر والطباعة
الفصل الثالث
أنواع ايماءات لغة الجسد
إن العقل البشري الواعي, بمثابة جبل جليدي طافٍ فوق بحر واسع جزءه الأكبرمنغمس في قاع البحر أي ما يختص بالعقل الباطن, فمن خلال هذا التشبيه نرى أن حركاتنا ومعاني إشاراتنا هي المغمورة في القاع "العقل الباطن"
أنواع لغة الجسد كثيرة ومتعددة, نذكر منها مايلي
أولا: إيماءات اليدين
فاليدين كتاب مفتوح أو مغلق, فعندما تقول لشخص ما, "كن صريحا معي" تكشف راحتي اليد بشكل مفتوح وعندما تكبح الحقيقة تضع يدك في جيبك, وأما إذا أردت السلطة تشعر أن إيماءة اليدالمفتوحة قُلبت إلى الأسفل, وربما إذا أردت أن تنقد شيء ما تقبض راحة اليد وتبقي السبابة مفتوحة إلى الأمام.
اما إذا أردت إعطاء النصائح لأنك مدرك لعدة أشياء, وعندك ثقة بما تقول فتستخدم اليد البرجية, وهي عبارة عن تلاصق أصابع اليدين لتحقيق مثلث مفتوح, وأما إذا أحسنت الإصغاء والإستماع فلا شعوريا تخفض من علو الشكل البرجي
ثانيا: المصافحة, والتي هي بمثابة السفير الذي ينشط العلاقات الخارجية
وهي ثلاث أنواع (1)
(1) مصافحة السيطرة, ففي دراسة(2) أُجريت على 52 من الموظفين الإداريين الناجحين, كشفت أن 42 منهم يبدأون بالمصافحة المسيطرة وشكلها أن تقلب يدك فوق يد الشخص الأخر بحيث تواجه راحتك الأرض في المصافحة
(2) مصافة الملزمة, وشكلها بقاء الراحتين في وضعية عمودية من خلال الطرفين, فهي تنقل مشاعر الإحترام والأُلفة مع إحتفاظ كل طرف بالسيطرة
(3) المصافحة المناقضة للسيطرة, وشكلها أن تكون راحة اليد موجهة إلى أعلى, عندما ترغب أن يكون الشخص الأخر مسيطر على الموقف
ثالثا: ايماءات الأرجل وأنواعها مايلي
ا- تصالب الرجلين مع ايماءات مساندة, كتصالب اليدين إشعارا أن الشخص قد إنسحب من الحديث
(1) سمير شيخاني: لغة الجسد, دار الجبل للنشر والطباعة
(2) سمير شيخاني: تعرف إلى شخصيتك, دار الجبل للنشر
ب- وضعية قفل الرجل الأمريكي, والتي تدل على وجود موقف تنافسي وغالبا ما يستخدمها الرجال الأمريكيين ذوي الطبيعة التنافسية, وأما إذا وضع صاحب هذه الوضعية إحدى الذراع على إحدى الأرجل فإن ذلك يدل على أن ذلك الشخص ذو مزاج عنيد وواقعي, ويحتاج إلى مقاربة خاصة لتحطيم مقاومته
ج- الوضعية التنافسية الجدلية, وهي نفس الوضعية السابقة مع وضع اليدين خلف الرأس, وفي الغالب تُستعمل من قِبل مديري المبيعات
د- تصالب الساقين, مع النظر إلى بعيد ويصاحبه الإنتفاض العضلي الوجهي مع تقلص إنساني العين, وهذا يدل على عدم الإهتمام أوالتكتم حول حقيقة ما
رابعا: ايماءات العيون, يقول العالم هِس في كتابه(1)" العين رواية الحكايات" إن هذه العين قد تعطي كل إشارات الإتصالات لأنها نقطة بؤرية على الجسم وأنها تعمل بإستقلالية وإن نظرات العيون كثيرة وكل منها له معنى خاص ومنها النظرة المحدقة العملية و النظرة المحدقة الإجتماعية والنظرة الإجتماعية الحميمة
(1) سمير شيخاني: لغة الجسد ,دار الجبل للنشر والطباعة
النظرة المحدقة العملية, والتي تُنشىء جوا جديا ومسيطرا على التفاعل ومساحتها الجغرافية هي المثلث الذي قاعدته إنساني العين وطرفه الأعلى فوق الحاجب عند إلتقاء ساقي المثلث
* النظرة المحدقة الإجتماعية, والتي تٌنشيء جوا إجتماعيا مثل الأصدقاء ومساحتها الجغرافية مثلث مقلوب قاعدته إنساني العين وساقيه يتلاقان تحت الفم
* النظرة المحدقة الحميمة, والتي تُنشيء جوا من العاطفة والإهتمام ومساحتها الجغرافية مثلث ذو قاعدة مقلوبة بإتجاه إنساني العين وتمتد ساقيه إلى منطقة الصدر
(2)
في بعض الأحيان تترافق حركة العين مع حركة الحاجبان, فحركة الحاجبان إلى أعلى دلالة على الدهشة وأما إذا كانت العين تنظر إلى الأسفل مع إنخفاض الرأس فإن ذلك دلالة على الحزن أو الرفض
(1) محمد كشاش: لغة العيون, المكتبة العصرية للنشر
(2) محمد كشاش: لغة العيون, المكتبة العصرية للنشر
رابعا: هل المنشأة الفندقية وخاصة قسم العلاقات العامة يستفيد من أبعاد هذه المهارة في تطوير وإستثمار السياحة والهدف من وجود المنشأة ؟
هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات, تنفتح معنا من خلال هذا البحث المتواضع
إن الشعور بقلة الإهتمام في لغة الإتصال غير اللفظي في مجال العلاقات العامة في المنشأة الفندقية, وكذلك عدم وجود برامج تدريبية لإعدادها, وتقصير الفرد المسؤول في العلاقات العامة في فهم هذه اللغة سيؤول إلى صعوبة الإتصال وعدم فهم الأخرين بالطريقة الصحيحة
إن إيجاد أي نظام يعني لمسؤول العلاقات العامة الإهتمام بمدخلات جديدة يجري عليها أنشطة ومنها لغة الإتصال غير اللفظي فتنتج مخرجات جديدة تهدف إلى نظام تطويري وإستثماري
فرضيات البحث:
تتلخص مشكلة البحث بأربعة أسئلة إنبثق عنها أربع فرضيات وقد صيغت هذه الفرضيات بالشكل التالي:
أولا: هل توجد فروق إحصائية بين تنمية هذا الإتصال غير اللفظي عند مسؤول العلاقات العامة في المنشأة الفندقية؟ وتنمية الإدراك الحسي في هذا الإتصال؟
ثانيا: هل توجد فروق إحصائية بين إستعمال هذا الإتصال غير اللفظي من جانب مسؤول العلاقات العامة وبين الأفراد المقابلين له؟
ثالثا: هل توجد فروق إحصائية بين الإهتمام بالإتصال اللفظي والإتصال غير اللفظي ؟
رابعا: هل توجد فروق إحصائية بين معرفة هذا النوع من الإتصال غير اللفظي وبين الإحتياجات الإنسانية؟
أهداف البحث
يرنو الباحث إلى تحقيق الأهداف التالية:
أولا: التعرف على المهام التي يقوم بها مسؤول العلاقات العامة
ثانيا: التعرف على حاجة الإتصال غير اللفظي في العلاقات العامة
ثالثا: التعرف على وجهات النظر العلمية في الإتصال غير اللفظي
رابعا: التعرف على وجهات النظر الشخصية في الإتصال غير اللفظي
خامسا: التعرف على أهمية هذا النوع من الإتصال وكيفية إدراكه
سادسا: التوصل إلى وضع تصوري جديد يثري النفس بهذه المهارة وينميها في المنشأة الفندقية في قسم العلاقات العامة ويعمل على زيادة أساليب الخبرة في هذا القسم
الفصل الرابع
ميادين ايماءات لغة الجسد
إن الكشف عن ميادين لغة الجسد مؤشر على صفاتها وتفاعلها وتقييمها ومن هنا ندخل إلى الإحساس بعالمية هذه اللغة وعدم قصورها خاصة مع أصحاب الحاجات الخاصة, ومن أهم ميادين هذه اللغة
أولا: ميدان عالم الفن, فالسينما العالمية ومنها الصامتة التي من روادها شارلي شابلن, قامت بفتح قنوات الإتصال غير الشفهي, بتنوع حركة المشهد من الدراما الحزينة المتمثلة بتعابير منخفضة الموجة, وإنخفاض حركة الجسد, إلى الدراما الكوميدية المتمثلة بحركة الجسد السريع النشط والإبتسامة المعبرة
ثانيا: عالم الغناء والموسيقى, فمثلا أغنيات الروك يسودها حركة الجسد السريعة, بعكس الموسيقى الرومانسية التي تُشعر بالإسترخاء
ثالثا: المجال الإعلامي المرئي, من تلفاز وإذاعة, فعلى سبيل المثال رجُل متأمل يسير مطاطأ الرأس مع حدب كتفيه إلى الأمام فذلك دلالة على تناغمه مع حركة التأمل التي بداخله, وأما إذا رأيت رجُل شامخ الصفات وكثير الضجيج فإن ذلك دلالة على العزة والقوة التي بداخله وألفته مع الناس
رابعا: الملاعب الرياضية, فمثلا الإشارة التي يصدرها الحكم في كرة الطائرة في نهاية الشوط, بحيث تتقاطع ذراعيه أمام صدره واليدين مفتوحتان لإعلان النهاية
خامسا: مجال الصناعة والتجارة والفنادق, الذي يدعم الإهتمام القائم على الصور والرموز, وإستعمال لغة عالمية لنشر سلعة ما
سادسا: المجال النفسي والتربوي, لفهم الشخصية المحورية ومدركاتها وذلك لتسهيل دراستها ومعالجتها
سابعا: المجال الإحصائي العلمي, لأنه من أدوات الإحصاء البحتية عند جمع البيانات الملاحظة لتفسير الهيئة والصفة
ثامنا: المجال السياسي والعسكري, لتتمحور لغة جديدة ذات منحنى سِلمي أو حربي أو ديبلوماسية ما
تاسعا: المجال الشخصي, المتمثل بعلاقات الزواج والأُسر ودائرة الأصدقاء والمعارف
عاشرا: الميدان اللغوي, خاصة شكل الحروف أو عند نطقها, وهذا الميدان كان إستدلالي للشعراء على معرفة ما يقوله المرء بما يرسمه على وجهه وأعضاء جسده من علامات, وقد وجد العرب أن هناك مشاكلة بين الأعضاء والحروف, ودرجة التشابه واضحة بينهم ومن قول العلماء(1)" تشابه بعض الأعضاء بالحروف, كالحاجب بالنون والعين بالعين, والفم بالصاد, والقامة بالأنف"
نأتي الان الى ايماءات جسدية مصورة
ايماءات لغة الجسد بصنع القرار
ايماءات لغة الجسد بالاعتقاد السلبي والايجابي
ايماءات لغة الجسد | لغة العيون
ايماءات لغة الجسد في المصافحة
ايماءات لغة الجسد في الاحساس والشعور
9/4/2014